مراكش(ومع):”صدى البرلمان”//- أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن المغرب تمكن من تعزيز دوره كمحفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب، والقيام بدوره كجسر طبيعي يربط بين مختلف جهات القارة وبلدان الجنوب.
وأبرز صاحب الجلالة، في رسالة موجهة إلى المشاركين في دورة 2025 لـ “ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، التي انطلقت أشغالها يوم أمس الأحد فاتح يونيو بمراكش، أن المملكة “أطلقت مشاريع ملموسة ومهيكلة، ستفضي إلى تحويل المشهد الاقتصادي والاجتماعي للقارة على نحو مستدام”.
وأوضح جلالة الملك، في هذه الرسالة التي تلاها مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي أن الأمر يتعلق على الخصوص بالتوجه الذي يجري تنزيله عبر مشاريع قارية كبرى مثل خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يمثل مسارا حقيقيا للتكامل والتنمية الاقتصادية المندمجة.
وفي إطار التوجه ذاته، ووفق مقاربة قائمة على التضامن والتنمية المشتركة، قال جلالة الملك: “قمنا مؤخرا بإطلاق المبادرة الأطلسية من أجل تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بهدف إرساء قاعدة صلبة لنموذج جديد للتعاون الإقليمي”، مضيفا جلالته أنه تم أيضا إطلاق مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف.
وعلاوة على ذلك، سجل صاحب الجلالة أن الخبرة التي راكمها المغرب في عدة قطاعات استراتيجية، كالطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والخدمات المالية، والبنى التحتية للنقل، تشكل مرتكزا مهما لتطوير الروابط والشراكات على الصعيد القاري.
من جهة أخرى، ومن منطلق الوعي التام بالأهمية القصوى للتمويل، أشار جلالة الملك إلى أن المغرب اعتمد مقاربة استراتيجية قائمة على تطوير آليات مالية مبتكرة، وعلى التعبئة الناجعة للموارد الوطنية.
وفي هذا الصدد، أكد صاحب الجلالة أن صندوق محمد السادس للاستثمار “يبرز باعتباره أداة حقيقية للتحفيز المالي، قادرة على تنشيط الاستثمار الخاص، ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتشجيع التنمية المستدامة”، مستحضرا في نفس الاتجاه القطب المالي للدار البيضاء الذي نجح في “تثبيت موقعه كمركز مالي إقليمي رئيسي، يجلب تدفقات مالية مهمة لقارتنا”.
وجدد جلالة الملك التأكيد على أن “المملكة المغربية ستواصل بكل إصرار، قيامها بواجبها في التعبئة الفعالة للموارد، وتقوية الشراكات الاستراتيجية، وتشجيع الآليات المالية الفاعلة والناجعة، وذلك انسجاما مع رؤيتها البناءة للتعاون جنوب-جنوب، ووفاء بالتزامها الراسخ من أجل تنمية شاملة ومستدامة، لصالح الشعوب الإفريقية”.
ويسلط هذا الحدث الذي ينعقد سنويا في بلد إفريقي مختلف، الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه موارد إفريقيا في تسريع التنمية وتحويل تموقع القارة في الاقتصاد العالمي الجديد.
ويتضمن برنامج هذه النسخة، المقامة على مدى ثلاثة أيام، يوما افتتاحيا يتمحور حول التحديات الراهنة للريادة في إفريقيا والعالم، بالإضافة إلى “منتدى إبراهيم 2025” الذي ينظم تحت شعار “تمويل إفريقيا التي نريدها”.
كما يتضمن الملتقى أيضا، جلسات عامة حول أولويات إفريقيا، وتعبئة الموارد، وإصلاح النظام المالي متعدد الأطراف، والاستثمار في القارة.
ويهدف هذا النقاش إلى بناء موقف إفريقي موحد وقوي قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المزمع تنظيمه من فاتح إلى ثالث يوليوز 2025 بمدينة إشبيلية في إسبانيا، وإبراز قدرة إفريقيا على لعب دور فاعل بدل الاكتفاء بدور المتلقي السلبي للتمويل.
وسيتم إصدار تقرير شامل بعد انتهاء ملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة” يكمل الوثيقة الأولية للمعطيات والأرقام، ويضم الخلاصات الأساسية للنقاشات.
وتأسست مؤسسة “محمد إبراهيم” سنة 2006، بهدف إعلاء صوت إفريقيا حول القضايا الكبرى العالمية والتركيز على الريادة والحكامة. وتوفر المؤسسة بيانات وتحليلات لتقييم التحديات القارية، وتعقد اجتماعات بين أصحاب المصلحة لمناقشتها، وتدعم المبادرات التي تعزز القيادة والحكامة في إفريقيا.