محمد الشرقي:”صدى البرلمان”//- أثارت النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب “فرنسا الأبية”، ريما حسن، المعروفة بمواقفها الداعمة لجبهة البوليساريو والجزائر، جدلا واسعا بعد نشرها مؤخرا تدوينات على حسابها في “إنستغرام” ، تناولت فيها قضية الصحراء المغربية بأسلوب بدى أكثر اعتدالا وإيجابية.
وفي تدوينة لها وتحت عنوان “موضوع حساس، لكن لنتطرق إليه”، ذكّرت النائبة الأوروبية ريما بالخلفية التاريخية للنزاع، حيث أقرت لأول مرة بوجود “روابط بين القبائل الصحراوية العربية والأمازيغية والمملكة الشريفة والإمبراطورية المرابطية قبل عام 1884″، واصفة حدث المسيرة الخضراء عام 1975 بأنه “تعبئة سلمية لـ300 ألف متطوع مغربي”.
وفي تدوينة أخرى نشرتها مؤخراً: قالت البرلمانية الأروربية ذات الأصل الفلسطيني “يجب فعلاً التوقف عن مقارنة فلسطين بقضية الصحراء المغربية”.
هذا التحول الجذري في اللهجة لم يمر مرور الكرام، خاصة وأن ريما حسن كانت حتى أشهر قليلة ماضية تظهر في باريس إلى جانب انفصاليين وجزائريين، كما احتفلت في 5 يوليوز الماضي بالذكرى 62 لاستقلال الجزائر، وصرحت لدى عودتها بأن “الجزائر كانت وستبقى قبلة الثوار والأحرار”.

وأشعلت تدوينة حسن موجة غضب عارمة في صفوف الداعمين للجبهة الانفصالية والجزائر على منصة “إكس”، حيث انهالت عليها اتهامات بـ”الانحياز لأعداء الجزائر”، و”الانتهازية”، و”اتباع توجيهات زعيمها ميلونشون”.
وتشير قراءة أوردتها مجلة “جون أفريك” إلى أن الحسابات الانتخابية قد تكون وراء هذا التغيير، إذ يسعى الحزب إلى موازنة خطابه لتفادي خسارة أصوات الجالية المغربية الكبيرة، التي تشكل خزانا انتخابيا مؤثرا في الاستحقاقات المقبلة، خاصة الانتخابات البلدية لعام 2026 والرئاسية لعام 2027.
ويبرز أيضا تأثير شخصية ميلونشون نفسه، باعتباره سياسيا ولد ونشأ في مدينة طنجة المغربية، وظل محتفظا بعلاقات متينة مع الرباط. وخلال زيارته للمملكة في أكتوبر 2023، التقى بمستشار الملك فؤاد عالي الهمة ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى جانب صديقه نبيل بنعبد الله.

يذكر أن النائبة الأوروبية ريما حسن مولودة عام 1992 في مخيّم النيرب للّاجئين الفلسطينيين في حلب شمالي سورية، انتقلت مع عائلتها إلى فرنسا وهي في سنّ العاشرة وحصلت على الجنسية الفرنسية عندما كانت في الـ18 من عمرها كما حصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي.
وكتبت أطروحتها حول الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل؛ ولطالما اتهمت مجموعات مثل منظمة العفو الدولية والخبراء إسرائيل بارتكاب سياسة الفصل العنصري.
أنشأت عام 2019 “مرصد مخيّمات اللاجئين”، ثم منظمة “العمل فلسطين ـ فرنسا” عام 2023.
وكانت “فوربس” قد اختارتها كإحدى أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة في فرنسا لعام 2023 بناءً على المسار الاستثنائي الذي قطعته منذ خروجها من المخيّم.














