برازافيل (الكونغو)-ومع:”صدى البرلمان”//- جدد محمد غيات، نائب رئيس مجلس النواب، تأكيد المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، أن تعزيز التعاون الإفريقي جنوب–جنوب يندرج ضمن أولوياته الاستراتيجية، وذلك من خلال تقوية الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف، بالاعتماد على مقاربة دبلوماسية شمولية تقوم على التضامن والتكامل بين الدول.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر رؤساء المجالس والشعب البرلمانية للمنطقة الإفريقية التابع للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، المنعقد من 15 إلى 17 أبريل 2025 بمقر البرلمان في برازافيل بجمهورية الكونغو، الذي يحضره بدعوة من إزيدور مفوبا، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو.
وشدد على المواقف الثابتة للمملكة الداعمة لوحدة الدول الإفريقية الشقيقة واحترام سيادتها الوطنية، انسجاما مع المبادئ الدبلوماسية المتعارف عليها، مبرزا التزام المغرب الراسخ بتعزيز أسس السلم والأمن والاستقرار كدعائم لتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

ويعرف هذا المؤتمر حضورا وازنا لرؤساء وممثلي برلمانات الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، بهدف تعزيز التعاون البرلماني وتوطيد الحوار متعدد الأطراف.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة عدد من القضايا الجوهرية، من بينها التطورات السياسية في بوركينا فاسو، الغابون، غينيا، ومالي، بالإضافة إلى بحث مستجدات البرامج الانتخابية والاجتماعية والأمنية، والقضايا البيئية المرتبطة بالتغير المناخي. كما ستُطرح مواضيع الجلسة العامة الإقليمية الـ31، مع مناقشة واعتماد تعديلات النظام الداخلي الخاص بقسم الغابون، وتحديد موعد ومكان انعقاد المؤتمر السابع عشر لرؤساء البرلمانات لعام 2026.
وفي كلمته الرسمية، أشار محمد غيات إلى التحولات السياسية العميقة التي تشهدها بعض الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، معتبرا إياها فرصا لإعادة تشكيل مساراتها الديمقراطية، واستعادة سيادتها وتعزيز وحدتها لمواجهة التهديدات الأمنية. كما أكد على دور الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية في إعادة بناء المسار الديموقراطي وتعزيز التماسك الوطني لهذه الدول.

وفي ظل ما يشهده العالم من توترات جيوسياسية، أعاد محمد غيات التأكيد على تمسك المغرب بثوابته الإفريقية، بقيادة الملك محمد السادس، عبر سياسة تعتمد على الانخراط الإيجابي والتعاون الفعال مع شركائه في القارة.
وجدير بالذكر أن الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، التي تأسست في ماي 1967 بلوكسمبورغ، تُعد من أبرز المنصات الدبلوماسية البرلمانية، حيث تُكرّس جهودها لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، مجسدة روح التضامن والعمل البرلماني المشترك عبر القارات الخمس.