رأي ذ. بوزيد عزوزي: جريدة لوموند LE MONDE  وملفوف الورق الصحي

sadaalbarlaman6 سبتمبر 2025آخر تحديث :
رأي ذ. بوزيد عزوزي: جريدة لوموند LE MONDE  وملفوف الورق الصحي

ذ. بوزيد عزوزي* -فاس:”صدى البرلمان”//-الصورة المعبرة التي يتقاسمها بسرعة كبيرة رواد الشبكة العنكبوتية المغاربة ومستعملي جميع التطبيقات  أفضل وأحسن من عديد من المقالات. 

محتوى الصورة هو “ملفوف الورق الصحي الأبيض” rouleau de papier hygiénique وقد كتب عليه LE MONDE . 

يستحق صاحب الفكرة تهنئة المواطنين المغاربة لما لها من رمزية وأبعاد سياسية رقيقة.

ظهرت هاته الصورة ، بعد الهجوم القذر بمجموعة من المقالات البئيسة على صفحات “جريدة لوموند” الفرنسية LE MONDE على مقدساتنا مبرزة بعدا تنطعيا يبعث على الإستنكار والإستغراب والتقزز . 

لفهم واستنباط محتوى هاته الصورة المعبرة عن ما آل إليه الخط التحريري “لجريدة لوموند” على القارئ أن يسافر عبر الزمن القديم كي يقلب صفحاتها القديمة ليطلع بمنهج مقارن على نوعية المقالات والنصوص التي كانت تصدرها آنفا والتي أصبحت تخرجها آنيا ؛ من هذا الباب سيكتشف  القيمة التي أصبحت تغوص فيها هاته الجريدة التي أصابها الخرف الإعلامي sénélité médiatique والتي “كانت يوما ما” جريدة المثقف العالمي الناطق بلغة موليير langue de Molière .

أتوق إلى أن أرى كل المواطنين المغاربة وهم يتقاسمون هاته الصورة العالية التعبير الإعلامي في واجهته الإجتماعية-السياسية socio-politique ، لأن نشر هاته الصورة المعبرة جدا عن قيمة جريدة تدعي أنها لا زالت تمثل الطبقة المثقفة الفرنسية وكل قارئيها الفرنكوفونيين ، نشر هاته الصورة على أوسع نطاق وأكبر صعيد سيجعل المواطنين المغاربة ، يتصدون لأعداء المغرب الذين جعلوا من مصالحهم النواة الأساسية لمحاولة تهييئ ثم تأثيث مطية للركوب عليها قصد :

 -ا. المس بالعرش Trône عرش ملكيتنا المبجلة العظيمة والفريدة ، عرشنا الذي يجسد وحدة شعبنا ومجد أمتنا وتاريخها المنغرس في أعماق التريخ ؛

 -ب. زرع بذور الشك قصد حصد الفتنة في عمق أحشاء أمتنا العظيمة ، شعب المغرب الأبي القح الأصيل الذي سجل له التاريخ أنه عرف بوفائه لعرشنا وحمايته والدفاع عنه ؛

 -ج. زعزعة وتكسير مفهوم السيادة الوطنية souveraineté nationale وأسسها القانونية لدولتنا وتاريخها وأمجادها ، تحت يافطة الدفاع عن المغاربة ، 

 -د. وضع مسار زعزعي لمجتمعنا عبر وضع هدف تدمير دولة destruction de l’État ، عبر زعزعة هيكلة المجتمع المغربي ناسية ومتناسية أن التواصل والإنسجام قوي جدا بين العرش والأمة ، وهكذا ظهر جليا أن هاته الجريدة أضاعت نفسها souffle عبر محاولة ابتكار استراتيجية إعلامية بنيت على فكرة كانت صحيحة من 1912 إلى 1956 ، فكرة الإستلاب الإستعماري أي قبل أيام 16و 17و 18 نونبر 1956 ؛

 -ه. تصور مثالي نظري لا واقعي لمتمنيات مؤسسة على خزعبلات في محاولة خلق قطيعة عضوية وعاطفية بين عرشنا الذي يجسد سيادتنا وأمتنا المرتبطة به دينا عبر البيعة وعاطفيا عبر حبه لملكنا ، كما كان الحال منذ زمان مع كل ملوكنا الأشاوس الأفذاذ ، وسيبقى كذلك جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛

ما يجهله هؤلاء الجهلاء ignorants ignards من أصحاب جريدة “لوموند” الفرنسية وكل من هو ورائهم وجميع أتباعهم الإمعة moutons de Panurge  من السياسيين المدعين لحماية الحرية وحقوق الإنسان والذين في العمق والحقيقة والواقع هم مجرد ذباب متشبع بالفكر الإستعماري الذي حاربه الشعب المغربي الذي حمل بين أذرعه العرش فكانت الملحمة التي انطلقت بثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953 . 

لقد ذهبت في التفكير إلى محاولة إيجاد جواب يقنعني شخصيا لحيثيات الهجمة الغوغائية التي اصطنعتها هاته الجريدة المبتورة من الواقع الإجتماعي-السياسي للمجتمع المغربي الذي عرف تحولات عميقة في كل وجميع الميادين ، هاته الجريدة التي تحاول الإيحاء بأنها لا تزال قوة إعلامية حاضرة في الوقت الذي تعيش على الحنين لماض كانت لها مصداقية عند المثقف والمتتبع في فرنسا كما في كافة الدول الناطقة باللغة الفرنسية .

في محاولتي هاته لفهمها ، علما مسبقا أن محاولتي فهم صحافة غبية حمقاء بلهاء ستبوء بالفشل وستكون دون جدوى لأنه لا يمكن لأي عاقل أن يتمكن من التواصل مع غبي أحمق أبله ، فهمت أن جريدة “لوموند” تسعى جاهدة مجهدة للمحافظة على نفسها souffle ، التي استشعرت أنه بدأ منذ مدة يخر تحت ثقل بزوغ قيم اجتماعية وفكرية ذات أبعاد ثقافية عالية النبرة ، منسجمة مع قيم ومبادئ مجتمعات  الجنوب-الجماعي Sud-Global المتمحورة حول الحرية واحترام الكرامة والعيش الكريم .

لمحاولة الحفاظ على هذا النفس المجهد – بضم “م” ، عملت “لوموند” على خلق ارتباطات عبر مجموعة من الآليات العضوية المالية والإعلامية بأصحاب المصالح الإقتصادية والمالية الكبرى من رجال الأعمال في كل القطاعات من الطاقة الريحية إلى الشمسية مرورا بصناعة الأسلحة والطائرات العسكرية والمدنية والقاطرات وعرباتها وبصفقات شراء القطار فائق السرعة إلى تحلية المياه والطرق السيارة وبناء السدود الخ ، الخ ، الخ .

سنجد الجواب لهاته المعضلة الإعلامية اللوموندية التي هوت بها إلى الحضيض الأخلاقي والإحباط الإعلامي والتي تعيشها هاته الجريدة التي أصبحت سخيفة منذ مدة غير قصيرة في مقارنة بسيطة لوثيقتين : الميزان التجاري للمغرب والميزان التجاري لفرنسا .

وعند قرائتنا للوثيقة الفرنسية والتدقيق في لائحة شركاتها ومعاملاتها مع الدول ، سنحاصر  أسماء الشركات الكبرى التي لم تستفيد من صفقات البيع للمغرب من واردات وصادرات .

وإلا ما هي ماهية جريدة لوموند في خلق زوبعة إعلامية هدفها خلق ذبذبات اجتماعية ذات أبعاد سياسية على أرضية اقتصادية ومالية ؟

      هذا سؤال يحمل جوابه في أحشائه .

حينما اطلعت قراءة على المقالات المحررة بهاته الجريدة التي أصابتها أمراض الشيخوخة وجدت أنها لا تستحق القراءة حتى ، لأنها مجرد معطيات ملتقطة هنا وهناك كما هو الشان عندهم في فرنسا وفي عدد من الدول التي تدخل في إطار التدبير الإداري وليس في عمق التوازنات الإجتماعية-السياسية بعلاقتها مع النظام الإقتصادي-المالي .

ذكرتني هاته المقالات الضعيفة جدا ، شكلا ومضمونا ، تحريرا ومنهجا بكتاب “صديقنا الملك”notre ami le Roi “لإيريك لوران” Éric Laurent . 

حينما صدر ذلك الكتاب وقرأته وجدت أنه مجرد إحصاء لحالات اجتماعية بعينها تعيشها جميع الدول وبالتالي لا يستحق أية إلتفاتة إعلامية لأنه ليس له أي بعد سياسي-اجتماعي ، لدرجة أنني قلت آنذاك : لو كنت في لجنة المراقبة commission de censure لحاولت إقناع زملائي بتعميق التفكير أكبر وأبعد في فهم الخزعبلات الواردة في الكتاب . 

ختاما ، الخطأ الإستراتيجي الفظيع الذي سقطت فيه جريدة “لوموند” هو بناؤها لمخطط ، ولا أقول استراتيجية لأن هاته حكما وعلميا تكون “مندمجة” هو التحليل الميكانيكي analyse mécanique المبني على فكر سياسي متجاوز pensée politique anachronique وتحليل وفهم واستنتاج مغلوط لبنيتنا الإجتماعية-السياسية التي عرفت تحولات عميقة جدا منذ سنوات ، ولا زالت تتطور بسرعة هائلة …

وهكذا هوى مسؤولو ومحررو جريدة ” لوموند : في قعر أصحاب الكهف .

 لله دركم يا أهل الكهف الفرنسيين … 

ولله في خلقه شؤون .

ذ. بوزيد عزوزي*:

  •         من مواليد مدينة تاونات في 21 غشت 1949م – 26 شوال 1368 ه ،
  • ·                 أستاذ جامعي : 1996 – 2016  ، مدير أكثر من 200 رسالة وأطروحة مهنية .
  • ·                 مدير مديرية المساهمات المالية والصناعية والسياحية 1983-1987  بالبنك الوطني للإنماء الإقتصادي BNDE ،
  • ·                 مدير مديرية المقاولات المتوسطة والصغرى 1987-1994 بالبنك الوطني للإنماء الإقتصاديPME   BNDE.
  • ·         ·        مستشار المدير العام للمكتب الوطني للمواصلات السلكية واللاسلكية ONPT – 1996-1995   ،
  • مدير مديرية التعاون الدولي وتمويل وتنمية القطاع الخاص بوكالة تنمية الأقاليم الشمالية 1996-1999 APDN ،– مدير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ISCAE بالرباط  1999 – 2004  .
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة