المغرب يكرّس حضوره البرلماني في أشغال مجالس الدول بمنظمة التعاون الإسلامي بأندونيسيا

sadaalbarlaman6 أغسطس 2025آخر تحديث :
المغرب يكرّس حضوره البرلماني في أشغال مجالس الدول بمنظمة التعاون الإسلامي بأندونيسيا

بقلم المستشار البرلماني خالد السطي*- جاكارتا(أندونيسيا) :”صدى البرلمان”//-في سياق تعزيز الحضور الدبلوماسي البرلماني للمملكة المغربية على الساحة الإسلامية والدولية، شاركت بمعية وفد برلماني مغربي  على مدى 4 أيام في أشغال الدورة الـ19 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي احتضنتها مؤخرا العاصمة الإندونيسية جاكارتا ، والتي تزامنت مع الاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيس الاتحاد، تحت شعار: “الحكم الرشيد والمؤسسات القوية كأساس للصمود، من أجل تعزيز التضامن البرلماني في العالم الإسلامي من أجل السلام والتنمية“.

وبعد صدور الوثائق النهائية لمخرجات المؤتمر وقفت على مجموعة من المكتسبات التي تصب في مصلحة بلادنا عملنا كأعضاء الشعبة البرلمانية المرتبطة باتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على تضمينها بعد مرافعات ومقترحات توصيات في مختلف اللجن المتفرعة عن المؤتمر.

وقد عرفت هذه الدورة مشاركة فاعلة وفعّالة لوفد البرلمان المغربي برئاسة المستشار ميلود معصيد وعضوية عبد ربه (خالد السطي) والنائبين محمد الشباك وخالد الشناق مع الطاقم الإداري المرافق وممثلي سفارة المغرب بجاكارتا، أثمرت إشادة واسعة بمبادرات المغرب الرائدة في عدة مجالات استراتيجية، أبرزها دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز التعاون الإفريقي، وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح ومبادرات أخرى تضمنها التقرير النهائي  نجملها كما يلي:

-1- التنويه بالجهود المبذولة من طرف جميع الصناديق والهيئات الداعمة للقدس الشريف، وفي مقدمتها وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، دعمًا لصمود المقدسيين في مدينتهم.ودعوة الأمتين العربية والإسلامية، شعوبًا وحكومات، إلى تعزيز التضامن لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية والاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثقافية والدينية، وضرورة تنفيذ المشاريع التنموية التي تعزز صمود المدينة المقدسة وساكنيها ومؤسساتها.

-2- الإشادة بتجديد المملكة المغربية تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ولا سيما مع النساء الفلسطينيات خصوصا في غزة في ظل معاناتهن المستمرة بسبب العدوان الإسرائيلي.

-3-التقدير العالي للجهود المغربية المتواصلة تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وخاصة المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية المكثفة التي تم إرسالها إلى قطاع غزة منذ بداية الأزمة الأخيرة، مع الإشارة  الى ما قامت به وكالة بيت مال القدس الشريف كاقتناء عدد من العقارات وتحويلها إلى أوقاف إسلامية لصالح مديرية التربية والتعليم في القدس،وبناء خمس (5) مدارس جديدة من بينها مدرسة الحسن الثاني في حي وادي الجوز، ومدرسة السيرة في شعفاط وترميم عشرة (10) مساجد تاريخية داخل المدينة، ثم ترميم مبنى الزاوية المغربية وصيانة المقابر الإسلامية بالمدينة القديمة مع تحويل عقار تاريخي في قلب البلدة القديمة إلى مركز ثقافي عربي وإسلامي نموذجي للحفاظ على الهوية الحضارية للقدس.

 -4- التعبيرعن استعداد المملكة المغربية للانخراط في أي جهد دولي جاد يُسهم في تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مسار السلام، ضمن رؤية واضحة وأفق زمني معقول، بعيدًا عن منطق تدبير الأزمة.

-5- التذكير بـ مبادرة “الطريق إلى الأطلسي” التي أطلقتها المملكة المغربية لتمكين دول الساحل الإفريقي (مالي، النيجر، بوركينا فاسو، تشاد) من الوصول إلى المحيط الأطلسي، بما يعزز تكاملها الاقتصادي وتحقيق تنمية شاملة ومستقلة.

 وتهدف هذه المبادرة  النوعية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة التي تندرج في إطار التضامن الفاعل للمملكة المغربية مع البلدان الإفريقية الشقيقة عموماً ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، وكذا المبادرة الملكية “للدول الأفريقية الأطلسية”، كمسار لشراكة إفريقية هدفها تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بغية توطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة”.

-6-التنويه بمبادرات المملكة المغربية في تعزيز الأمن الروحي والتصدي للتطرف، من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وما لهما من دور إقليمي ودولي في نشر خطاب الاعتدال والوسطية.

-7-الإشادة بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس لمؤتمرات الحوار الديني، وفي مقدمتها إعلان مراكش 2016 حول حقوق الأقليات الدينية، ومؤتمر فاس 2018 للحوار بين الثقافات والأديان.

-8- إبراز أدوار المغرب الروحية والتنموية في العالم الإسلامي من خلال جهود المملكة المغربية في بناء المساجد بعدد من الدول الشقيقة؛ منها مسجد محمد السادس بياووسوكرو (كوت ديفوار)،ومسجد جامعة شنقيط (موريتانيا) ،ومسجد محمد السادس بأبيدجان (كوت ديفوار)،ومسجد محمد السادس ومرافقه في كوناكري (غينيا).

-9- التنويه بنداء القدس الذي وقّعه جلالة الملك محمد السادس والبابا فرنسيس في 30 مارس 2019، والذي أكد أهمية الحفاظ على المدينة المقدسة كتراث مشترك للبشرية وضمان حرية الولوج لأماكن العبادة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث.

 -10- الإشادة بالمقاربة المغربية العابرة للحدود لمحاربة التطرف، من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تلعب دورًا محوريًا في إشاعة خطاب الاعتدال وتعزيز الثوابت الدينية المشتركة بين دول القارة.

 -11- الإشادة بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس للمؤتمر الدولي لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي (مراكش 2016)، والذي تم خلاله اعتماد “إعلان مراكش” كمرجعية لتعزيز الحوار والتفاعل بين الديانات.

 -12- التنويه بانعقاد الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للحوار بين الثقافات والأديان بمدينة فاس في 10 شتنبر 2018، باعتبارها محطة أساسية في تكريس ثقافة التعايش والسلام.

وتجدر الإشارة أن هذه الدورة تميزت كما سبقت الإشارة  في بلاغ صحفي سابق للبرلمان بانتخاب المملكة المغربية في منصب نائب رئيس الاتحاد عن المجموعة العربية، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة والدور الفعال والبناء الذي تضطلع به المملكة داخل الاتحاد، خاصة في ظل تزامن الدورة مع احتفال الاتحاد بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسه، كما حصلت المملكة على عضوية اللجنة الدائمة المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، إضافة إلى احتفاظها بعضويتها داخل كل من اللجنة الدائمة المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والأسرة، واللجنة الدائمة للشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والأديان، فضلا عن عضويتها في لجنة فلسطين الدائمة.

من خلال مشاركته الفاعلة في هذه الدورة، يكرّس  البرلمان المغربي مرة أخرى موقعه كفاعل دبلوماسي مؤثر في العالم الإسلامي، ملتزم برؤية شاملة  تنسجم مع مبادئ التضامن والتعاون والتنمية المستدامة ناهيك عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية التي جعلها صاحب الجلالة الملك محمدالسادس بمثابة قضية الوحدة الترابية للمملكة.

خالد السطي*: المستشار البرلماني عن الإتحاد الوطني للشغل بمجلس المستشارين .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة