الرباط –إدريس بن بوزيد :”صدى البرلمان”//- في ليلة تاريخية، تحولت شوارع المدن المغربية من طنجة إلى الكويرة إلى مسارح احتفالية مفعمة بالفخر والانتماء، وسط تساقطات الزغاريد وهتافات “تحيا المملكة” و”الصحراء مغربية” و”عاش الملك “.
ففي أعقاب تصويت مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة 31 أكتوبر على مشروع قرار أمريكي يُعدّ «تاريخيًا» لدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، خرجت آلاف الجماهير إلى الشوارع للتعبير عن فرحة عارمة تابعتتها مقاولات الإعلام والشبكات الاجتماعية.
خلفية القرار:
صوّت مجلس الأمن على مشروع القرار بأغلبية 11 صوتًا مؤيدًا مقابل ثلاث امتناعات، فيما امتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت.
وينص النص المعتمد على إطلاق مفاوضات تستند إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدّم به المغرب، مع ترجيح أن يكون الحل الأكثر واقعية لتحقيق تسوية طويلة الأمد للنزاع في الصحراء.
في كلمة متلفزة عقب التصويت، وصف جلالة الملك محمد السادس القرار بأنه “فتح جديد لترسيخ مغربية الصحراء”، مؤكدًا أن الرهان الآن يقع على تنفيذ ما ورد فيه ضمن مسلسل سياسي ودبلوماسي.

أجواء الاحتفالات:
الرباط والدار البيضاء
في العاصمة الرباط، جابت المسيرات شوارع المدينة، وامتلأت الساحات الرئيسية بالعلم الوطني والهتافات، كما توجّهت الجماهير نحو مقار الأحزاب والمنابر الإعلامية للتعبير عن الفرح.
في الدار البيضاء، شهدت أحياء واسعة خروج المواطنين بسياراتهم وأعلامهم، وارتفعت أصوات الزغاريد وصفير الأبواق.
جهة فاس-مكناس وما حولها:
في فاس، ومختلف مدن الجهة، سارعت الجماهير إلى الخروج بعد الاعلان الرسمي، وامتلأت الساحات بهتافات وطنية، كما ترددت دعوات للتعبئة من أجل المشاركة في مسيرة موحدة للتأكيد على المكاسب الدبلوماسية.
الأقاليم الصحراوية: العيون والداخلة …
لم تكن الأقاليم الجنوبية بمعزل عن الحدث؛ ففي مدينة العيون (أهم الحواضر المغربية الصحراوية)، تحوّل الاحتفال إلى مهرجان وطني، حيث توافد السكان في مسيرات راجلة وسيارات مزدانة بالأعلام المغربية، وصور جلالة الملك وشارك مسؤولون منتخبون محليًا في الفعاليات، معتبرين أن القرار بمثابة انتصار رمزي ودبلوماسي للهوية.
دلالات الرمزية الوطنية:

ما شهدته المدن الليلة لا يعبّر فقط عن فرحة عابرة، بل عن لحظة مفصلية في السرد الوطني. فاحتفالات واسعة بهذا الحجم تعكس:
- توحّدًا جماعيًّا بين الفئات العمرية والمناطق، في إعلان صامت بأن قضية الصحراء ليست مجرد ملف دبلوماسي، بل مكوّن أساسي من هوية البلاد.
- خطابًا رمزيًا ودعائيًا داخليًا، حيث يسعى المغرب إلى بناء رواية وحدوية قوية أمام مواطنيه والعالم الخارجي.
- رسالة موازية إلى خصومه الإقليميين مفادها أن الدعم الدولي المتجدد يسير في صالح المقترح المغربي.
خاتمة:
الليلة، تكاد المدن المغربية سواء في الشمال أو الجنوب أو شرقا أو غربا أو وسطا تشهد استنفارًا وطنيا مشهودًا، بانفجار فرحة عارمة تزامنًا مع قرار دولي يدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.














