الخيرون يرحلون..في وداع الجمعوي والإعلامي عبد العالي الرامي الذي رمى فارتاح…

sadaalbarlaman17 يوليو 2025آخر تحديث :
الخيرون يرحلون..في وداع الجمعوي والإعلامي عبد العالي الرامي الذي رمى فارتاح…

عادل الزبيري-*الرباط:”صدى البرلمان”//- آسف جدا يا صديقي العزيز أنني لم أعد لزيارتك في المصحة في حي حسان في العاصمة المغربية، زيارتي الأولى والأخيرة لك في المصحة، وجدتك فيها على سريرك الأبيض، مرحبا كنا هي عادتك الطيبة، لم أطل الزيارة احتراما لك واحتراما لحاجتك إلى الراحة الجسدية في رحلة علاجك

قبلت رأسك محبة صادقة لأن بيننا أكثر من 15 عاما من الصداقة الصادقة، التي غذتها لحظات إنسانية صادقة وابتسامات حية، وجلسات شاي قبالة المحيط الأطلسي .

تركتني يا صديقي العزيز وحيدا، أواجه الأحلام التي كنا نرسمها معا، في جلسات بناء المستقبل الممكن والمشترك في المغرب، الساعي إلى تنظيم نهائيات كأس العالم 2030.

كلما رن هاتفك، كنت تجيبني بصدق المحبين العارفين، ما رددت لي طلبا يوما، كنا نحول الأفكار الى تقارير تلفزيونية مصورة، كنت المنتج الذي يقترح، وكنت الصحافي الذي يخرج الأفكار الى واقع الصور المصورة،فيفتي طلبك بلمة شاي أو وجبة معا احتفالا بنجاح الفكرة

تركتني يا صديقي العزيز وحيدا مع أفكاري:

ما عاد مسموحا لي أن اخبر المقدمين في حي يعقوب المنصور أنني صديق عبد العالي الرامي..

ستبقى مقاهي إقامة الصباح في العاصمة المغربية الرباط، في أجمل كورنيش في كل المغرب، تنتظر من دون جدوى إطلالتك البهية، وطلبك للشاي المغربي أو قهوة سوداء قصيرة القامة .

سيأتي الخريف المقبل ومن بعده الشتاء، فيما أنت في مرقدك الأبدي مرتاحا، من مآمرات أهل الدنيا وأحقادهم، مرتاحا في قبرك الذي سيكون من رياض الجنة، لأنك الخدوم الودود على امتداد حياتك

لن أجد في أسواق خرفان عيد الأضحى من أصحبه لنشاغب الباعة عن الصردي والبركي ونناقش الأثمنة

يا صديقي العزيز، إن خبر موتك مفجع جدا، ولا راد لقضاء الله ولا لقدره، ولا اعتراض على مشيئة الرحمن، ولكنه الموت القاسي، الذي يصر على أن يترك في القلب ألما موجعا جداااا، وفي الجسد رعشات لا تتوقف، وفي الروح تذاكر إيمان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ستظل صورنا معا على منصات التواصل الاجتماعي شاهدة على صداقة حقيقية لن تموت، ما كانت صورا كاذبة ولا رياء فيها، ولكنها صور صديقين اجتمعا على المحبة الصادقة فقط

أتمنى لك يا صديقي العزيز سفرا سعيدا إلى العالم الآخر، ورحلة مليئة بالابتسامات، وليكن قبرك مريحا لك، بعد حياة تركت فيها محبين صادقين قلائل جدا، ولكن أثرك سيقى طيباااااااا

صديقي العزيز سي عبدالعالي الرامي

تركت وراءك عملا صالحا ينتفع منه الناس، ولهذا تستحق أن تكون من أهل الآخرة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ففارقنا قرير العين لأن رحلة الدنيا عندك ختمها الله لك بكل خير، بمرض فيه مغفرة للذنوب، وبلمة أصحاب ومعارف التواصل التفوا حولك، كما تلتف حبات العقد النفيس على المعصم

للأسف الشديد يا صديقي العزيز لا يمكن تقاسم الألم

ولا يمكن تقاسم المرض

ولكنك مأجور على كل صبرك الجميل

 على كل ابتسامتك الجميلة أمام زوارك في البيت أو في المصحة الرباطية

سأحرص على زيارتك في قبرك دائما

لأن هذا أقل شيء في محاولاتي لرد الجميل بالخير.

  • عادل الزبييري: صحافي معتمد لقناة العربية سابقا-المغرب
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة