استبعاد البوليساريو من المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة بين روسيا والاتحاد الإفريقي بالقاهرة

sadaalbarlaman21 ديسمبر 2025آخر تحديث :
استبعاد البوليساريو من المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة بين روسيا والاتحاد الإفريقي بالقاهرة

القاهرة –متابعة خاصة:”صدى البرلمان”//- انعقد في العاصمة المصرية القاهرة يومي 20 و21 دجنبر 2025 المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة بين روسيا والاتحاد الإفريقي، وسط مشاركة واسعة لوزراء خارجية أكثر من 50 دولة أفريقية ورؤساء وفود من منظمات إقليمية وقارية.

ومثل المغرب في هذا اللقاء الوزاري، المنظم على مدى يومين، وفد رسمي ضم السفير المدير العام للشؤون السياسية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، وسفير المملكة لدى جمهورية مصر العربية محمد آيت وعلي، إلى جانب مدير الشؤون الإفريقية بالوزارة عبد الله بوتدغارت، ونائب سفير المغرب بالقاهرة إسماعيل وساك.

و يأتي هذا المؤتمر في إطار تعزيز العلاقات بين القارة الإفريقية وروسيا وتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والتنمية بين الطرفين.

لكن أبرز النقاط المثيرة للجدل في هذا الحدث كانت استبعاد جبهة البوليساريو من المشاركة في أشغال المؤتمر، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية

السبب والآليات الدبلوماسية

تأتي عملية الاستبعاد في سياق السياسة الروسية المتبعة منذ سنوات تجاه ملف الصحراء وتجاه جبهة البوليساريو بشكل خاص. فقد أكدت السلطات الروسية مرارًا عدم دعوتها لجبهة البوليساريو في الفعاليات التي تجمعها مع الاتحاد الإفريقي، سواء في القمم أو الاجتماعات الوزارية السابقة، بما في ذلك المنتدى الأول الذي عُقد في سوتشي في نوفمبر 2024 وكذلك في اجتماعات أخرى مشتركة منذ 2019.

القرار الروسي يعكس موقفها الدائم برفض التعامل مع كيانات غير معترف بها دوليًا، مما يعني عمليًا عدم إشراك جبهة البوليساريو، رغم أنها طرف في نزاع إقليمي مع المغرب. هذه السياسة تضرب في العمق محاولات بعض الشركاء الأفارقة، مثل الجزائر وجنوب إفريقيا، لدفع مشاركة البوليساريو في محافل دولية متعددة الأطراف.

خلاف مع سياسة الاتحاد الأوروبي

يثير هذا الاستبعاد تمايزًا واضحًا بين مقاربة روسيا ومقاربة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع موضوع البوليساريو. ففي الوقت الذي تم خلال القمة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في لواندا بضم حضور ولفتة إلى حقوق تقرير المصير في الخِطاب الختامي، فإن روسيا أبقت على موقفها الرافض لدعوة الجبهة إلى منتدى الشراكة.

هذا التباين يؤكد أن العلاقات الدولية حول ملف الصحراء لا تخضع فقط للقرارات الإنسانية والقانونية، بل تخضع أيضًا للتوازنات الجيوسياسية وتحالفات القوى الكبرى التي تسعى لتعزيز نفوذها في القارة الافريقية.

ردود الفعل

حتى الآن، لم ترد تصريحات رسمية من جبهة البوليساريو أو وسائل إعلامها بخصوص هذا الاستبعاد، وهو ما اعتُبر في بعض الدوائر لفتة لأن القضية ما زالت تحت تأثير دبلوماسي ثقيل في المحافل الدولية.

أهمية المنتدى في السياق الإفريقي

بالرغم من جدل استبعاد البوليساريو، فإن المؤتمر الوزاري الثاني شهد مناقشات مهمة حول تعزيز الشراكات بين الدول الإفريقية وروسيا، وركز على قضايا مثل التنسيق السياسي، التعاون الاقتصادي، دعم السلم والأمن، وتنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 حيث سلط المشاركون الضوء أيضًا على الحاجة إلى إصلاحات في النظام الدولي لتعكس دور إفريقيا في صنع القرار العالمي.

الخلاصة

استبعاد جبهة البوليساريو من أشغال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة بين روسيا والاتحاد الإفريقي في القاهرة يمثل استمرارًا لموقف روسيا الدبلوماسي الرافض للتعامل مع هذه الجبهة كطرف مشارك في مثل هذه المحافل، رغم ضغط بعض الدول الشريكة في القارة.
هذا القرار يبرز تباين المواقف الدولية تجاه ملف الصحراء بين القوى العالمية، ويعكس أيضا تأثير السياسة الجيوسياسية على مشاركة الفاعلين في المحافل الدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة